October 6, 2024

True Orthodox Diocese of Western Europe

Russian True Orthodox Church (RTOC)

رسالة عيد رقاد والدة الإله الفائقة القداسة ٢٠٢٤

أسقف أوروبا الغربية فيلاريتوس

إلى مؤمني أبرشية أوروبا الغربية

أيها الأبناء الأحباء في المسيح،

 بينما نجتمع مرة أخرى في الخشوع والمحبة لإحياء ذكرى رقاد سيدتنا الكلية القداسة، والدة الإله الدائمة البتولية مريم، أتوجه إليكم بكلمات التشجيع والإيمان والرجاء. نحتفل اليوم برقاد والدة الإله، التي رغم انتقالها من هذه الحياة، تبقى حاضرة أبداً معنا، نحن أبنائها، في جهادنا من أجل الأرثوذكسية الحقيقية والمقدسة.

إن رقاد والدة الإله ليس مجرد حدث تاريخي، بل هو سر حي يستمر في تغذية الكنيسة وتقويتها. إن والدة الإله، إذ انتقلت إلى السماء، لم تتركنا. بل على العكس فهي تشفع فينا بلا انقطاع أمام عرش ابنها ربنا يسوع المسيح. رقادها هو شهادة على أنها حية في ملكوت الله أكثر من أي وقت مضى، وأن رعايتها وحمايتها الأمومية تمتد إلى كل من يدعوها بالإيمان. في أوقات التجربة والتحدي هذه، عندما تكون نقاوة إيماننا الأرثوذكسي المقدس مهددة من تأثيرات العالم، يجب أن ننظر إلى والدة الإله كمرشدتنا وحاميتنا التي لا تفتر. إن التي حملت كلمة الله في أحشائها وأحضرته إلى العالم تقف معنا في دفاعنا عن الأرثوذكسية الحقيقية – الكلمة لهذا العالم الساقط. إن حياتها وتواضعها وطاعتها وإيمانها الذي لا يتزعزع هي نموذج لكل من يسعى للعيش بحسب إنجيل المسيح.

والدة الإله ليست بعيدة عنا؛ إنها تشارك بشكل وثيق في حياتنا. إنها تعرف صراعات قلوبنا، والتجارب التي نواجهها، والاضطهادات التي نتحملها. وكما وقفت إلى جانب صليب ابنها، وشاركته في آلامه، كذلك تقف إلى جانب كل واحد منا في تجاربه. تقوينا بصلواتها، وتعزينا بمحبتها، وترشدنا بحكمتها. فلنتوجه إليها إذن بتقوى متجددة، طالبين منها أن تشفع فينا وفي الكنيسة جمعاء. لنسألها أن تحمينا من كل الهرطقات والانقسامات والتجارب التي تسعى إلى تقويض الإيمان الحقيقي. فلنجتهد أن نتمثل بفضائلها، ولا سيما تواضعها وطهارتها وطاعتها لإرادة الله. بينما نكرم رقاد والدة الإله، دعونا نؤكد أيضًا التزامنا بالحفاظ على الأرثوذكسية المقدسة. في هذه الأيام، عندما غالباً ما تحجب ظلمة هذا العالم حقيقة إيماننا، يجب أن نكون يقظين، وشجعان، وثابتين. والدة الإله معنا، وبمساعدتها سنبقى أمناء إلى النهاية. فلتشفع والدة الإله الكلية القداسة، التي أُخِذت من هذه الحياة ورفعت بالمجد، فينا جميعاً، في أبنائها الروحيين، وفي الكنيسة جمعاء. من خلال صلواتها، نرجو أن نٌمنح القوة للمثابرة في إيماننا المقدس والسير في طريق الأرثوذكسية الحقيقية.

بالحب الأبوي، ونتمنى لكم كل بركة من خلال والدة الإله الكلية القداسة.

+ الأسقف فيلاريتوس أسقف باليني وأوروبا الغربية

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.